مفهوم العمل التطوعي وخصائصه

بسم الله الرحمن الرحيم
الأولى
مفهوم العمل التطوعي وخصائصه
النقاط الأساسية:
• مقدمة
• مفهوم العمل التطوعي
• خصائص العمل التطوعي
• ثوابت العمل التطوعي

• مقدمة:
- تدعو الشريعة الإسلامية إلى تكافل المجتمع وتعاونه وتبادل المنافع، والإحساس بالمسئولية الاجتماعية تجاه المجتمع وأفراده..
- ودعوتها تتحقق من خلال فعل الخير والتطوع الذي تذخر به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
- قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة الحج: 77).
- وقال تعالى: يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (سورة آل عمران: 114).
- وقال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (سورة الأنبياء: 90).
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان عنده فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان عنده فضل زاد فليعد به على من لا زاد له).
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
- كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
- و قوله رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، وأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا).
- وتعتمد هذه الدعوة على الجهود التطوعية للناس اختيارا وعن طيب خاطر، فالمجالات كثيرة وتسع كل عمل يرجو منه صاحبه ثواب الآخرة، لأنه ينفع به إخوانه وأهل مجتمعه.

• مفهوم العمل التطوعي
- التطوع ، لغةً هو: ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه.
- التطوع تَفَعُّلٌ من الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، وتَكَلَّفَ استطاعته، وتطوع له: تكلّف استطاعته حتى يستطيعَه.
- وقد جاء في لسان العرب لابن منظور أمثلة: جاء طائعاً غير مكره، ولتفعلنّه طوعاً أو كرها؛
- قال تعالى: (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ). (البقرة:184)
- فالتطوع في اللغة العربية يعني: الزيادة في العمل ويعني التبرع بالشيء.
- وتشير معظم التعريفات التي قدمها المتخصصون في علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية للتطوع إلى أمور أساسية منها : أنه عمل دون مقابل يبذل في سبيل المجتمع
- ومنها تعريف عبد الله حريري:
(العمل التطوعي هو القيام بأعمال الخير وإيصال المنافع إلى الغير بدون مقابل مادي أو عائد دنيوي محسوس، بل طمعا في رضاء الله وكسب الثواب، وتحقيقا للقيم الإنسانية، ومثلها الراقية، وتعبيرا عن الفطرة البشرية السليمة).
- ويعرف محمد رزمان التطوع بأنه: ذلك الجهد الذي يقدمه الإنسان لمجتمعه بدافع من إرادته الحرة ودون انتظار مقابل له، قاصدا بذلك تحمل بعض المسئوليات في مجال العمل الاجتماعي لسد ثغرة فيه قصرت الإدارة العامة عن الوفاء بها، ويكون بالجهد البدني كما يكون بالجهد العقلي والتبرع المالي.
- ويرى رشاد أحمد عبد اللطيف أن التطوع هو: (ذلك الجهد الذي يبذله الإنسان لمجتمعه بلا مقابل، وبدافع منه مستهدفا المشاركة في تحمل المسئوليات في المجتمع ومؤسساته من أجل الإسهام في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وكذلك تحقيق الخطط الطموحة التي يسعى إليها المجتمع ومؤسساته.
فهو جهد إنساني يقوم به (فرد - جماعة - مجتمع) لديه خبرات ومهارات ورأي، بشأن موضوع أو مشكلة خاصة بالمجتمع أو المؤسسة، ولا ينتظر من ورائه مقابلا ماديا، يحقق لمن يقوم به إشباعا نفسيا أو اجتماعيا أو دينيا).
- وقد اتفق مجموعة من خبراء الأمم المتحدة في حلقة بحثية سبقت العام العالمي للتطوع 2001، حول هذا المفهوم باعتباره يشير إلى: "تخصيص وقت وجهد، بشكل إرادي حر، ودون الحصول على أرباح مادية، لمساعدة الآخرين والإسهام في تحقيق النفع والصالح العام".
- ولعل قيمة هذا التعريف ترجع في أحد أبعادها إلى توسيع معنى التطوع ليضم أشكالاً متعددة من التطوع لا تقتصر فقط على أشكال التطوع النظامي داخل منظمات لها إطار مؤسسي وقانوني وإنما تشمل أيضًا أشكال التطوع غير النظامية والتي تتم بشكل تلقائي، وفي إطار لا ينظمه القانون في بعض المجتمعات المحلية.
- العمل التطوعي إذاً هو عمل غير ربحي، لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.
 الواضح من التعريف أن العمل التطوعي:
 عمل غير ربحي: إن العمل التطوعي دائما يكون بدون مقابل, يكون تطوع من المتطوع أحيانا يكون هناك مقابل للمتطوع لكن يكون الشيء البسيط
 عمل غير وظيفي: إن المتطوع لا تكون له حقوق مثل الموظف من راتب شهري, ومعاش, وإجازات براتب وبدون راتب, لأن عمله دائما يكون في مؤسسات أهلية غير حكومية أو خاصة.
 يقوم به الأفراد: توجد علاقة بين الأفراد والعمل التطوعي فنجاح الإفراد وانخراطهم في العمل التطوعي يعنى نجاح للعمل التطوعي إن لم يكن أشخاص لا ينجح العمل التطوعي
 يقوم به من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين: يقوم المتطوع بخدمة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، فمشاركته في خدمه المجتمع ومساعدة الآخرين ترفع مستوى المعيشة ويصبح في المجتمع ازدهار وتقدم نتيجة لقيام المتطوع بعمله.
- كما يمكن تعريف التطوع بأنه "المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة، والذي يبذل عن رغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي ودون توقع جزاء مالي بالضرورة".
 العمل التطوعي مجهود قائم على مهارة أو خبرة معينة: كل منا يتطوع في مجاله فمنا الطبيب ومنا المهندس ومنا المدرس, وفى الجانب الأخر فينا المريض بحاجة إلى علاج ولا يملك مالاً يكفى للعلاج هنا يأتي دور الطبيب المتطوع في علاج هذا المريض بدون مقابل أو بأسعار رمزية. وفينا من يريد أن يتعلم مهارات استخدام الحاسوب وفينا من لا يعرف القراءة ولا الكتابة فهنا يأتي دور المتخصص في الحاسوب والمدرس حتى يساعدوا كل في مجال تخصصه. فأنت وأنا كل منا في مجاله نساعد حتى بالقليل من وقتتا وجهدنا في خدمه مجتمعاتنا حتى تصبح أكثر تقدماً.
 والذي يبذل عن رغبة واختيار: التطوع يكون رغبة داخلية منا.
 بغرض أداء واجب اجتماعي: من حق الله علينا العبادة ومن حق الوطن علينا أن نتطوع في خدمته ومن حق أهلنا وجيراننا الوقوف معهم في الأوقات الصعبة وفى كل الأوقات.
 دون توقع جزاء مالي بالضرورة: فالعمل التطوعي دائما يكون بدون مقابل يكون دائما لله تعالى ولكن في بعض الإعمال يكون هناك مقابل و لو بسيط فتحصل على مبالغ رمزية للتشجيع والاستمرارية في التطوع.
- فالعمل التطوعي إذاً هو عمل غير ربحي، لا يُقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي أو مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم وفي مجتمعاتهم المحلية.
- كما يمكن تعريف العمل التطوعي بأنه "المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة، والذي يُبذل عن رغبة واختيار، بغرض أداء واجب اجتماعي ودون توقع جزاء مالي بالضرورة".
- وهناك الكثير من الأشكال والممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضا عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين.
• خصائص العمل التطوعي:
1- جهد وعمل يلتزم به الفرد طواعية من غير إلزام.
2- عمل غير مأجور مادياً.
3- عمل يهدف إلى سد ثغرة في مجال الخدمات الاجتماعية.
4- تنظيم محكوم بأطر إدارية مؤسسة جماعية (جمعيات عمومية، مجلس أمناء).
5- تنظيم لا يهدف للربح المادي، ولا يستفيد منه أعضاء المؤسسة الذين يشرفون عليه، ولا يحققون أرباحاً شخصية توزع عليهم.
6- تنظيم تحكمه تشريعات محددة تنظم أعماله، ويعتمد على الشفافية والاستقلالية والبعد عن الصراعات، والتكافل والأمانة والنزاهة والصدق والمساواة.
- إن العمل التطوعي - بالخصائص السابق ذكرها - لا يتم في فراغ، لكنه بحاجة إلى التنظيم المحكم ليتمكن من تحقيق أهدافه بعيداً عن الارتجال والفوضى، ويستلزم ذلك توافر البنية التحتية والبيئية المشجعة على العمل التطوعي.
• ثوابت العمل التطوعي:
• وهناك عدة ثوابت لا بد وأن يتحلى بها العمل التطوعي هي:
1- أن العمل التطوعي لا يتم سراً وإنما لابد من إشهاره، ويأتي الإشهار وفقاً للتشريعات المعمول بها في الدول، ويشترط في معظم دول العالم الحصول على ترخيص رسمي لإقامة مؤسسات العمل التطوعي.
2- أنه يجب أن يكون له نظام أساس يحدد أدوار كل المشاركين فيه، ويحدد أهداف المؤسسة ورسالتها ورؤيتها بشكل واضح.
3- توفير البيئة المناسبة لتشجيع واستقطاب المتطوعين وتأهيلهم وتدريبهم وتزويدهم بالمهارات المناسبة للعمل ضمن الأهداف التي وضعتها المؤسسة التطوعية لنفسها، ولا يجب الاكتفاء بمجرد النوايا الحسنة للمتطوعين.
4- يجب أن يحقق العمل التطوعي آمال واحتياجات فئات المجتمع المختلفة من: غذاء، وكساء، ومأوى، وأمن، واستقرار نفسي وأسري.
تم بحمد الله
لا تنسوني من الدعاء لي ولوالدي

» الابتزاز باسم العمل التطوعي جريمة
» العمل الجمعوي